تكوّن معرض "نَرفُض / رَفَضنا" تدريجياً عبر حوار متواصل بين الفنانين والقيمين الفنيين، إذ لم ينبثق كنتيجة لخطة مسبقة ثابتة، بل من تطوّر طبيعي وتبادُل أفكار طوال عدة أشهر.
منذ البداية، ناقشنا صالون المرفوضين الشهير الذي أُقيم في باريس عام 1863، وهو معرض مضاد عرض أعمال كبار فناني الحداثة الغربية مثل غوستاف كوربيه، وإدوار مانيه، وكاميل بيسارو. شكّل هذا الصالون مساحة للرؤى البديلة خارج الفن الأكاديمي، والمعايير التقليدية، والخطابات السائدة، وسوق الفن.
ناقشنا دور الفن والمرجعيات الفنية السائدة آنذاك، والصالونات الفنية في تلك الفترة، وكيف أنها (كحال المعارض والمتاحف وصالات العرض الكبرى اليوم) غالباً ما تواطأت مع السلطة والمال والأيديولوجيات السائدة، أو اختارت الصمت والحياد، ما أدى إلى إخفاقها في إدراك صلتها الحقيقية بالمجتمع.
على مدى العقد الماضي، شهدت الدول الغربية استبعاداً أو رقابة على عدد متزايد من الفنانين في المعارض والبرامج العامة بسبب مواقفهم من الصراعات والحروب والانتفاضات السياسية. وفي سياق الانقسام الجيوسياسي الناتج عن حرب الإبادة على فلسطين، تعرض الفنانون والأكاديميون والكتاب والموسيقيون مؤخراً للتهميش، والرقابة، وتشويه السمعة، والتهديد، إلى جانب تداعيات مالية وقانونية وأخلاقية. وكانت المؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام والأماكن الثقافية من أبرز من مارس هذا الترهيب والحظر.






